شكرا استاذنا الفاضل على ماقدمتم من موضوع مميز
واضيف
كي تكون شخصا محبوبا ومؤثرا لابد أن تتصف برجاحة العقل وحسن الأسلوب وهذا من أوسع الأبواب وأهمها رجاحة العقل فلا سذاجة تضيع بها معاني الريادة ، فلا يمكن أن يكون المؤثر ساذجاً ليس عنده ذلك الاتزان والاتصاف برجاحة العقل ولا غضب يشوِّه صورة القدوة ولا طيش ولا خفة تطمس معالم الهيئة ، ولنا أمثلة كثيرة في من سلف من علماء هذه الأمة الذين وضعوا لنا نماذج في مواقفهم من خلال ما كانوا يتصفون به من رجاحة عقل وحسن أسلوب ، وصاحب العقل هو المقدم في الترجيح عند اختلاف الآراء وهو المحلل والمدلل إذا فقد أملاك الناس للتصورات ، وهو الذي يحسن ترتيب الأولويات واختيار الأوقات واستغلال الفرص والمناسبات وحسن التخلص من المشكلات والقدرة على التكيف مع الأزمات
كل ذلك مفتاحه رجاحة العقل وحسن الأسلوب، ولذلك فهذا أثره في قوة الحجة العقلية والذكاء المتوقد الذي أذكر بعض أمثلته أن أبا حنيفة - رحمه الله كان يجادل قوما من الملاحدة فقال لهم :
ما تقولون في رجل يقول لكم اني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملؤة من الأثقال قد احتوتها في لجة البحر أمواج متلاطمة ورياح مختلفة وهي من بينها أي من بين هذه الأمواج تجري مستوية ليس لها ملاح يجري بها ، ولا متعهد يدفعها ، فهل يجوز ذلك في العقل ، قالوا لا يقول بذلك عاقل ، فقال : يا سبحان الله ان لم يجد في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجري فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أعمالها وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ ! فبهت القوم ، أي بهذا الإقناع العقلي والحجة البينة