في مثل هذا اليوم 31 اكتوبر 2009 توفي المفكر الاسلامي مصطفى محمود بعد ان اثرى المكتبة الاسلامية بحوالي 100 كتاب ...
نترككم مع هذا المقال للدكتور مصطفى محمود بعنوان العلمانية والليبرالية :
ولما لم تنفع تلك الفتن فى القضاء على الإسلام، طرحوا علينا الفكرة
الماركسية وأغرقونا فى صراع اليمين واليسار، وأوقعونا فى الخراب الشمولى
والإشتراكى..
ومن لم يقبل
الماركسية استدرجوه إلى القومية والعروبة، والذين تحمسوا للقومية والعروبة،
نسوا أن الذى جعل للعروبة راية وصوتا و وحدة كان الإسلام.. وقبل الإسلام،
كان العرب قبائل يقتل بعضها بعضا لا نفير لها ولا راية.. بل أن اللغة
العربية ذاتها لم يكن لها ذيوع ولا انتشار قبل القرآن
و دارت
الدوائر، وسقطت الماركسية واختفت الشيوعية وافتضحت القومية.. وتعرّت
الشعارات الزائفة، فاستداروا ليكروا علينا بوجوه جديدة وشعارات جديدة.. هذه
المرة اسمها الليبرالية والعلمانية
أما الليبرالية، فهى أن تفعل ما تشاء لا تسأل عن حرام أو حلال
وهى غواية لها جاذبيتها، فهم سوف يلبون لك شهواتك ولذاتك.. ولكن لذاتك
ليست هدفهم، بل هدفهم عزل الدين وإخراجه من الساحة، و إبطال دوره..
وأدواتهم هذه المرة هى السينما والمسرح والملهى والمرقص والبار والخمور
والمخدرات والنساء الباهرات، وكغطاء فلسفى لتلك الهجمة الشرسة جاءوا
بالعلمانية..
دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله..
ولله المسجد تصلى فيه وتتعبد وتسجد وتركع كيف شئت..
ولكن الشارع لنا والسياسة لنا، ونظام الحياة من شأننا ولا شأن لله فيه، ولا أمر ولا نهى لله فيه.. ( نعم للعقيدة ولا للشريعة ) ..
والمعركة مازالت دائرة ونحن فى معمعتها، والراية هذه المرة هى الإسلام السياسى.. نكون أو لا نكون..
وهم مازالوا يمكرون بنا.. فإن خروج الإسلام من الحياة سوف يعقبه خروج
الإسلام من المسجد ثم هزيمته الكاملة.. فالإسلام منهج حياة ولا يمكن أن
يكون له نصف حياة أو أن يسجن فى صومعة