رسالة ماجستير بعنوان القيم التربوية المتضمنة فى النصوص المسرحية المقدمة للمسرح المدرسى

رسالة ماجستير بعنوان القيم التربوية المتضمنة فى النصوص المسرحية المقدمة للمسرح المدرسى
معهد الطفوله –جامعة عين شمس


المسرح المدرسى بين النظرية والتطبيق المسرح المدرسى فى مصر شأنه شأن كل نشاط إبداعى أو تربوى،لا ينطلق من النظرية فحسب بل يخرج من معطيات الواقع المصرى المعالج بالدراما المسرحية المتمثلة فى نشاط المسرح المدرسى ، فلقد بدأ هذا النشاط بهدف المشاركة التربوية المعاونة للعملية التعليمية، اى انه انطلق من قاعدة علمية منظمة ، ومعنى التنظيم هنا هو التخطيط المتمثل فى الاهداف التربوية والتعليمية المحددة للمسرح المدرسى.
وبذلك فان المسرح المدرسى ينطلق من الواقع المعاش فى المدرسة ، ابتداء من خشبة المسرح والادوات اللازمة لممارسة النشاط المسرحى ، واخصائى النشاط المسرحى المسئول الاول عن النشاط المسرحى ، واخصائى النشاط المسرحى المسئول الاول عن نشاط المسرح فى المدرسة ، والنص المسرحى الملائم للمراحل العمرية المختلفة ، وامكانيات التلاميذ ومواهبهم وتوظيفها بعد التدريب للنشاط المسرحى ، ومدى كفاءة القائمين عللا تلك العملية بأكملها من فنانين وفنيين ومشرفين وإداريين ، لتطوير ذلك النشاط.
والواقع أن المسرح المدرسى اليوم يواجه بعض المشكلات التى تحول دون تحقيق أهدافه النظرية التى وضعت له من قبل أساتذة التربية والتعليم وقد وضحت هذه المشكلات فى المظاهر التالية:-
1-هناك اتفاقيات على محدودية الانتاج المسرحى من مسرح الطفل بصفه عامه والمسرح المدرسى بصفه خاصه حيث ان الانتاج من كله لازال محدودا .
2- إن التأليف المسرحى لا زال على الطريق يتلمس عوامل استقراره ، إذ أننا بين الحين والاخر نرى عملا مسرحيا مكتمل البناء ولعل المسرح المدرسى لا يشكو من أكثر من عدم وجود المسرحية الناجحة أو المؤلف المسرحى الذى يعتمد عليه ، المؤلف الذى يكتب مسرحيته وهو يعرف القواعد الاساسية التى يجب أن تتوافر فى المسرحية لتصيب ما هى جديرة به من نجاح.
كما تظهر مشكلات التأليف ومشكلات النص المسرحى عندما تتبنى إدارة التربية المسرحيه بوازارة التربية والتعليم مهمه إنتاج النصوص المحكمه والفائزة والمتخصصة للمسرح المدرسى من خلال مسابقات التأليف المسرحى ،حيث يطلب من بعض المؤلفين المسرحيين عائدا ماديا ضخما مقابل حقوق التأليف وذلك مقارنه بأجور التأليف للمسرح الخاص ، وهنا ت نتظر إدارة التربية المسرحية تبرعات الكتاب بالنصوص لصالح الادارة أو تحدث خلافات مادية تنتهى بعدم وصول النصوص إلى المدارس لتنفيذها .
لكن ندره النصوص المسرحية قد إرتبطت بعدة أسباب منها:-
1- ندره الكتاب المتخصصين الذين يكتبون للمسرح المدرسى.
2- غياب النصوص المسرحية ضمن المناهج الدراسية أو كماده قائمه بذاتها.
3- القصور فى متخصصين يستطيعون مسرحة المناهج الدراسية.
4- ضآله الميزانيات اللازمة لشراء النصوص المسرحية ، ودفع تكاليف التألبف.
5- ضآلة الاجورالتى. تخصص لكتاب المسرح ، مما يدفعهم إلى الاحجام عن الكتابة للمسرح المدرسى والتوجه إلى الكتابة للمسرح التجارى ، حيث الشهرة والكسب المرتفع
3- كما يواجه المسرح المدرسى مشكلة النصوص التى تحتوى على جنس واحد إما ذكور وإما اناث . وذلك فى المدارس المنفصلة. او فى بعض المجتمعات التى ترفض اشتراك ابنائها مع الجنس الاخر فى الانشطة المسرحية,ويمكن ان يتغلب أخصائى النشاط المسرحىعلى هذه المشكله من خلال:
1- حذف الشخصية ذات النوع المختلف اذا كان حذفها لا يؤثرعلى سير العرض.
2- تغيير نوع الشخصية إذا كان لا يؤثر على العرض .
3 - إ عاده صياغه وكتابة النص.
4- إسناد أدوار الرجال للفتيات، فهذا امر مقبول به تربويا ويلاحظ عدم إسنادأدوار الاناث للفتيات فى كافة الاحوال وتحت كل الظروف وذلك للتاثيرات النفسية السلبية الناجمة عن ذلك مما يجعلها مرفوضه تربويا.
4- لوحظ فى بعض المدارس ان نشاط التربية المسرحية تحول إلى "اسكتشات " تقدم فى الاذاعة المدرسية فى حوار غالبا ما يكون بين شخصين يستغرق خمس دقائق ، وهذه ظاهرة خطيرة ترجع أسبابها إلى غياب أخصائى النشاط المسرحى ، أو عدم وجود المكان المناسب لممارسة النشاط .
5- عدم وجود دليل مرشد للتربية المسرحية تقدم للآخصائى النشاط المسرحى النصوص المسرحية التربوية أو النصوص المنهجية للدروس المقررة على المراحل التعليمية المختلفة أو أفكار للمسرح التلقائى.
6- يمثل عامل الوقت أحد المشكلات الهامة التى تواجه المسرح المدرسى ، حيث لا توجد حصه مخصصة لممارسة النشاط فى الجدول الدراسى فيضطر أخصائى النشاط المسرحى إلى ممارسته عقب اليوم الدراسى أو فى أوقات "الفسحة" أو تترك مجموعة النشاط بعض الدروس أو الآنشطة الآخرى مما يؤثر على تحقيق الاهداف الحقيقية للمسرح المدرسى.
7- ضعف الميزانية المخصصه للمسرح المدرسى والتى تحول دون تحويل النص الادبى المكتوب إلى عرض مسرحى متكامل ، خاصه العروض التى تحتاج إلى تجهيزات وديكورات وملابس واقنعه وما إلى ذلك.
8- تأثر المسرح المدرسى بالاوضاع الاجتماعية مثل الزيادة السكانية وتكدس أعداد التلاميذ داخل الفصول ، فتحولت بعض المسارح فى المدارس إلى فصول أو مكاتب للمدرسين وتحول البعض الاخر إلى مخازن للكتب والادوات المدرسية.
9- وتكمن المشكلة الحقيقية التى تواجه المسرح المدرسى فى نظر البعض للنشاط المسرحى على أنه وسيله للتسلية والترفيه ومضيعه لوقت التلاميذ ،مع إغفال دوره التربوى ، حيث يوجد خلط دائما بين مسرح القطاع الخاص وبين المسرح المدرسى، وهذه النظره ليست جديده بل إرتبطت بظهور المسرح فى مصر،وتوجد هذه النظره لدى بعض اولياء الامور وبعض مديرى المدارس مما ينعكس على عمل الاخصائى وبالتالى تعطيل النشاط وعدم قيامه بالدور المنوط به.
10- مازالت التربية المسرحية دون سائر نشاطات التربية تعانى نقصا من الدراسات الاكاديمية والتربوية المتخصصة ، فضلا عن قلة عدد أخصائى التربية المسرحية المتخصصين والقادرين على التأليف والاخراج للمسرح المدرسى .

ومن الملاحظ أن الجهد المبذول حتى الان يعد ضئيلا أمام الاهداف المختلفة والمتعدده من اجل النهوض بهذا النشاط الهام ، مما انعكس بالتالى على حركة النشاط المسرحى داخل المدارس ، فأصبحت تسير سيرا بطيئا نتيجة لما يصادفها من عقبات ومشكلات تعترض النهوض بهذا النشاط ليصبح عاجزا عن أداء دوره الذى أنيط به منذ إنشائه ، ومن اجل ذلك يجب وضع آليات لتفعيل عناصر هذا النشاط التربوى الذى يعمل على النهوض بالعملية التعليمية والتربوية من خلال إيجاد شخصية متكاملة للطلاب المشاركين سواء بالمشاهده أو بالاشتراك الفعلى فى هذا النشاط .
وبالرغم من تلك العقبات التى يواجهها المسرح المدرسى ، إلا أنه توجد بعض النماذج المشرفة لبعض الاخصائيين الذين إستطاعوا إستغلال الفصل الدراسى وأبسط الامكانيات المادية والبشرية فى إخراج أفضل العروض المسرحية ، كما أن بعض مشرفى النشاط (غير المتخصصين أكاديميا فى المسرح المدرسى) قد توجد لديهم الموهبة فى كتابة النصوص المسرحية المتكاملة والناجحة ، وتمثل الادارة الناجحةعاملا هاما فى نجاح النشاط المسرحى بالمدرسة ، عندما تتبنى إدارة المدرسة تشجيع النشاط المسرحى وتوفير جميع الامكانيات اللازمة لممارسته ، وعندما تتكامل هذه العناصر يمكن للمسرح المدرسى حينئذ أن يحقق الاهداف التربوية والتعليمية التى وضعت له ، وبذلك تقل الفجوه تدريجيا بين نظرية الاهداف والتطبيق العملى الممارس ،حيث أن المسرح المدرسى ليس هدفا بل وسيلة تحقق اهدافا متطورة للمساهمه فى تربية وتعليم وثقافة الطفل المصرى.