مسابقة من نوع آخر
قرر الذئب بصفته حامي الغابة في غياب الأسود والنمور أن يقدم خدمة يعتبرها جليلة لهم ولنفسه، لأنه لا يريد إرهاق نفسه في الجري وراء الفرائس بعد أن زاد عدد الماشية والأرانب في الغابة وأصبحت تشكل له ازعاجاً ولا يستطيع التقليل من عددها مهما بذل من جهود لإجبار معدته على استيعاب ما يبلعه، وكانت الغابة على شاطئ تركيز ملحه يزيد عن الحد الطبيعي، ففكر في أن يدفن جزءاً من كل فصيل في الملح حتى يعود الأسياد ليتمتعوا باللحوم المحفوظة بالملح، وهو لا يريد ارتكاب مجزرة بحق سكان الغابة يحاسبه عليها التاريخ .
فكر الذئب في الإعلان عن مسابقة مصارعة حتى النصر أو الموت ومن ينتصر يحق له الدخول في مصارعة ثانية بعد أسبوع، وبهذه الطريقة يكون الذئب بريئاً من دمائهم وأرواحهم وينفذ مخططه الهادف إلى التقليل من سكان الغابة المخصصين لغذاء آكلي اللحوم من حيوانات الغابة، وهو بصفته المنظم والراعي والحكم للمسابقات التي ستجرى على أرض ملعب الغابة الكائن في ساحتها الرئيسية، كان يعلن عن موعد المسابقة التي تجري بين كل عشرة من كل فئة من ثلاثي اللحوم الطرية، وبعد انتهاء المسابقة يعلن فوز 15 حيواناً ويبقى 15 نافقة على أرض الملعب يتم دفنها في الملح حرصاً على عدم تعفن لحومها .
بهذه الطريقة كان الذئب يأمل في كسب رضا “الأسياد”، لكن عند عودتهم اكتشفوا التغيرات التي طرأت أثناء فترة غيابهم وأبلغهم الذئب بما فعل لخدمتهم، لكنهم بدلاً من مكافأته وتعليق النياشين على صدره أعدموه في الساحة نفسها التي أجرى فيها المسابقات وقالوا له: ألا تعلم أننا لا نأكل إلا اللحوم الطازجة وما دفنتهم في الملح لن تتمتع بأكلهم؟ وكان مصيره أن تركوه في العراء للغربان ولم ينل فرصة الدفن في الملح
منـــــــــــــــــــــــــــــــقول