الاخراج الصحفي هو توزيع الوحدات التيبوغرافية وتحريكها على صفحات الورق
طبقا لحركة معينة او طبقا لخطة معينة وكلمة التيبوغرافية هي التعريب الذي
اصطلح عليه كلمة Tiageafg باللغة الانكليزية او بتوغرافي باللغة الفرنسية.
وتطلق الكتابات الغربية على بناء الصحيفة المفردات آلاتيــة: design أو
make-up وتركز هذه الكتابات كثيرا على كلمة "تصميم" الصحيفة وهندستها
وكأنها عمل معماري يتطلب الرسم والهندسة اللازمين لإنجازه، وهم يقصدون بذلك
ما يتطلبه هذا التصميم من انسجام وتناسق وتكوين فني جميل، الامر الذي يحتم
على المخرج الفني القائم على هذا العمل ان يتمتع بحاسة فنية جمالية ومعرفة
مفصلة بالمسائل التقنية لكي يكون قادرا على النجاح في مهمته، المتمثلة في
إبراز المادة الصحفية والعناصر الطباعية واعطاء الصحيفة القدرة على الجذب
والتأثير، فهو الذي يتولى اختيار نوع الحروف واشكالها، وهو الذي يحدد أماكن
العناصر الطباعية على الصفحات، فإما ان يعطي الصفحة القيمة الجمالية
المطلوبة او انه يدمر هذه الامكانية ويقضي عليها فتصبح منفرة للقراء.
والمخرجون يقولون ان مهمة الفني ان يجعل القارئ يقرأ الفقرات الثلاث
الاولى من الرواية الاخبارية المنشورة، وبعد ذلك تبدأ مسؤولية الكاتب في
جعل القارئ يواصل قراءته للموضوع، أي تنتهي مرحلة الجذب الخارجي لتبدأ
فاعلية المادة المكتوبة (المطبوعة)، كيف نبرز هذا الموضوع، وكيف نجعله يحظى
باهتمام القارئ وبتركيزه عليه، وما هي الشروط الفنية والعناصر الطباعية
التي تجعله يحظى بهذه المكانة لدى القارئ، وما هي دلالات استخدام الصور
والعناوين؟ هذه الأسئلة تقع في صميم عمل المخرج الفني، وهي ضرورية ايضا
للمحرر الصحفي الذي يجب ان يعرف اين يذهب مقاله او موضوعه عندما يكون اصلا
خطيا مكتوبا بيده او بالآلة الكاتبة، وما هي المراحل التي يمر بها حتى يراه
منشورا في صحيفته.
وقد شهد الإخراج الصحفي قفزة هائلة في صحافة
اليوم، بسبب حداثة الأجهزة الطباعية، واستفادة الصحافة من التقدم
التكنولوجي الكبير الذي يشهده عصرنا الحاضر، والتطور الكبير في علوم
الاتصال ووسائله، ووسائل نقل الاخبار والمعلومات. واصبحت اهم جوانب الإخراج
الصحفي تتركز على عنصري التأثير والجمالية، والعنصر الاقتصادي وعنصر
التحديث.
ويهدف الاخراج الى تحقيق فعالية كبيرة وتأثير بصري فعال
للمادة المطبوعة، سواء كانت نصوصا مكتوبة مجردة، او مصحوبة بالعناصر الفنية
المساعدة كالصور والعناوين، وساوء كانت خاصة بالصحف اليومية او المجلات او
المطبوعات الاعلانية.فان هذه المادة تهدف الى دفع القارئ للنظر اليها اولا
ثم القراءة ثانيا.