رؤيه شحصيه لتدهور المسرح المدرسى بالمدارس المصرية وطرق النهوض به مره آخرى

المسرح المدرسي ،مسمى ربما لا يتذكره البعض لتراجعه بشكل غير مسبوق،ويرتبط في الأذهان بما يمثله من قيمة فنية وتثقيفية تسمح بتفجير الطاقات المبدعة وتوجيه امكاناتها في المجالات المناسبة كالإلقاء أو التأليف أو التمثيل، فضلا عن إتاحة الفرصة للطالب للمشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية والتعبير عنها مسرحيا.

المسرح المدرسي بما يعانيه من إهمال شديد في الوقت الراهن، لعب دورا كبيرا فى خمسينيات القرن الماضي، لتنمية روح الجماعة لدى الطلاب والعمل في إطار فريق واحد، إضافة إلى المساعدة في خلق عالم من الإبداع والابتكار لدى الطالب وترسيخ بعض القيم والمبادىء والعادات العربية والوطنية والإسلامية.

تدهو حال المسرح المدرسي :-
لعده اسباب اهمها عدم توفر العناصر البشرية المؤهلة بوزارة التربية والتعليم للقيام بعمل النشاط المسرحي، فضلا عن قلة عدد اخصائي التربية المسرحية ، حيث تصل نسبة العجز إلى 96%، بمعنى أن كل 100 مدرسة بها أربعة إخصائيين فقط.

ويجب توفير اخصائي مسرحي لكل مدرسة على الأقل ، خاصة أن هناك محافظات لا يوجد بها اخصائي مسرحي واحد ، ويتم تعويض ذلك من خلال ندب مدرسي اللغة العربية واخصائي الزراعة للقيام بهذا الدور ، وهو ما يكشف عن المأساة الحقيقية التي يعيشها المسرح المدرسي في مصر.

وكذلك عدم تخصيص أماكن للمسرح داخل المدارس، حيث يلجأ البعض إلى تقديم العروض المسرحية فوق أسطح المدارس وأحيانا آخرى داخل الفصول أو في فناء المدرسة.

و الأخطر من ذلك هو ضعف الموارد المالية المخصصة لأنشطة المسرح ، والدليل على ذلك أن اللوائح المالية المعمول بها لتنفيذ الأنشطة بالمدارس خاضعة للقرار الوزاري رقم 567 لسنة 1992 والذي تم تفعيله عن عام 1981 ، بما يعني أن اللوائح المعمول بها في عام 2013 بنفس القيمة المالية للوائح 1981 ، وهو ما يؤكد استحالة النهوض بالمسرح المدرسي في ظل هذه المبالغ المالية الهزيلة.

وايضا نجد مشكلة اخرى تواجه المسرح المدرسى ألا وهى توقف تعيين خريجي أقسام المسرح للعمل في المدارس منذ سنوات عديدة ، وهو ما أوجد عجزا شديدا في اخصائي المسرح ، ويكاد هذا المسمى أن ينقرض داخل وزارة التربية والتعليم.

فضلا عن ذلك لا توجد أي أدوات مسرحية داخل المدارس ، للدرجة التي فقد معها اخصائيون المسرح داخل المدرسة مواهبهم الفنية،وأصبحوا مجرد موظفين يتولوا القيام بالشئون الإدارية فقط ، لذا اطالب وزارة التربية والتعليم بدعم المسرح المدرسي وفتح باب التعيين أو التعاقد أمام خريجي أقسام المسرح.

فالمسرح المدرسي فقد دوره في تنمية الحركة الإبداعية والأدبية والفنية لدى الطلاب، وفتح آفاق جديدة للعديد من المواهب كالمخرجين والمصورين ومصممي الديكور وغيرها من الأعمال المرتبطة بالمسرح.