نظرية التشتت:Distraction Theory
يشير مصطلح التشتت الى وجود بعض المثيرات أو الاعمال المشتتة والمصاحبة للرسالة الاعلامية، ويؤثر متغير التشتت في قدرة الفرد على معالجة الرسالة الاعلامية بصورة موضوعية نسبياً، اذ ان التشتت يعوق الافكار التي يمكن ان تثيرها الرسالة، ومن ثم عندما تكون الرسالة قوية تنخفض قدرتها التأثيرية اذا تم تشتيت المتلقي، اما الرسالة الضعيفة فتزيد قدرتها التأثيرية اذا تم تشتيت المتلقى اثناء التعرض للرسالة، ومن ذلك يتضح لنا ان محددات تأثير متغير التشتت تتمثل في طبيعة الرسالة (مدى سهولة أو صعوبة تنفيذها) وطبيعة الافكار التي يمكن استثارتها (افكار مؤيدة أو مضادة).
ان متغير التشتت يؤثر في عنصري التلقي والقبول بصورة مناقضة (حيث انه يحد من التلقى ويزيد من القبول) مما يجعل العلاقة تأخذ شكل المنحني، ويؤدي المستوى المتوسط من التشتت الى التأثير في التأثير على الاتجاه بدرجة اكبر، لان التأثير السلبي في عملية التلقي يكون اقل من التأثير السلبي في عملية القبول، ومن ثم يزداد معدل القبول في هذه المرحلة، بينما في حالة زيادة مستوى التشتت، يصل عدم الفهم الى درجة كبيرة تحول دون التأثر ودون تغير الاتجاه، حيث لا يمكن للفرد تبني موقف لا يفهمه.
وهناك اتجاه مختلف في تفسير تأثير متغير التشتت، توصل اليه بولر Buller
(1986) في دراسته التحليلية، اذ وجد ان تأثير التشتت هو تأثير متوسط الشدة في عملية تغير الاتجاهات، وان اتجاه وقوة هذا التأثير تتوقف على نوعية المثير المشتت الذي يتم استخدامه، أو الذي يكون موجوداً اثناء العملية الاتصالية، وبصفة عامة... فأن المشتتات غير المرتبطة بالرسالة تحد من التأثر فيها، نتيجة انخفاض معدل الفهم لهذه الرسالة.