السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما بين علــوم الإعلام والإجتمــاع
إن تـــفاعل العلــــوم فيما بينـــها ســــواءا اكانت تجريبيـــة او انســـــانية اجتماعيـــة ككل، كـــان ولازال سنــة حميدة في
كتـــــابات اقلامـــنا ودراســـات علمائــــنا وطلابــــنا ،فلكل يدعــــم بــعضــه ســـواء بالمنهـــج او البيانــــات والاختــــلاف
يكـــــمن فقــــط فـــــي التركيـــز والتـــحليــــل ومـــن بيـــن هــــذه التـــخصصــــات والعلــــوم نجــــد علمـــا الاجتـــــماع
والإعلام ،مجالين اختلافـــا من حيث النشـــأة واتفـــاقا من حيث النظرة .
إذا كـــــــان علــــم الإجتمـــــاع هــو دراســـة الظواهر والنظم الاجتماعيــــة مــن تقالــيد وعادات وكــــل مستــــحدث في
الاطـــار الاجتمــــاعي فإن الإعــــــلام هو ذلــك العيـن او الملاحظ لهـــذه المعطيـــات التــــي تعتـــبر اساســــا لقيـــام اي
دراســـة اجتماعية ، فعلــم الإجتــــماع يستقـــي اهم ظـــــواهره ويكتشــــف اهـــم الإشكاليــــات التي تستحــــق المتـــابعة
عـــن طريـــق ما تعرضــــه وسائــــل الإعــــلام من مقــــالات واخبـــار تفيــد في هذا المجال ، فهي وسيلة ملاحظة لديها
، ومــن لا يعـــرف مـــا هــي الملاحظـــة في المنهـــج العلــمي فنفـــيده بأنـــها تلك المرحلــة الأولية لجمع المعطيــات و
البيــــانات حــــول ظـــاهرة او مشكــــلة ما ، فمــن دونـــها تفشـــل الدراســــة كــــكل ويطغـــو عليـــها عنصـر الإحباط .
والمــــراقب للمقــــالات التــــي تنشـــر في صحفـــنا الكريمة ســـواءا كانـــت اعلامــية او سياسيـة او اقتصادية او حتى
ساخــرة كـــان ولا بـــد ان يجد في عرضـــها اللمــــسة الاجتماعية في التحلـــيل المعتمد لـــدى كاتبها ولـــو كان طفيفا ،
فـــفي السياسيـــة لا مـــفر عــن الحديث عـــن المواطـــن وما يعـــانيه والخطــط المعتمــدة في ممارســـات الاجـــتماعية
السياسيــــة وفــــي الاقتصــــاد لا يمكــــن اصــــلا فصــل الظواهر الاجتماعية ودراساتها عن التحليلات الاقتصادية كيف
لا والمجــــتمع وظــــواهره يعتبــــر ســــوق ومؤشــــر لهذا الاخيــــر ، امــــا المقـــالات الساخرة فقد ترسم لنا اشكاليـة
اجتمــــاعية ما في قالــــب فكــــاهي هـــادف نسميـــها مقالـــة ساخــرة لكنها هي الأخرى لا تخلو من هرمون الاجتمـاع
، لـــذا فـــفصل العلمـــين عن بعضـــهما اشبـــه بفصـــل الكـــتابة عن المقــال وهذا ما لا نتصوره ، فتخصص الإعلام اذا
هــــو تلـــك الارضيــــة ســــواءا سيـــاسيـــة او اقتصـــادية او اجتمــــاعية التــــي تتـــخذ ركائـــزها ومـــعلومـــاتــــها
من ما يسمى بالظواهر الاجتماعية لتخرج لنا ما يعرف بالمقال الإجتماعي.
فيـا احبتـــي الكــرام وجـــب عليـــنا ان نــنصـــف العلميــن والتخصـــصين المتداخلين بأن نعطي لكل نوع لمسة اعلامية
اجتمـــاعية فــي كتــــاباتنا حتــــى لا يقــــال عنا جهــــلة ومجــــرمــي فـــي حـــق العلـــوم الاجتماعيـــة والانســــانيـــة
كـــكل ، فــــلا يعقـــل ان نفصــــل المجاليـــن لمجـــرد كتابـــة ورقيـــة او الكــــترونية فهـــذه هي الجريمة