ينقسم الناس عادة بالنسبة للظن الحسن او السيء الى 3 اقسام :
1/ الذين يحسنون الظن مطلقا ويثقون بكل الناس وحينما يصادقون انسانا ينفتحون عليه بكل ما في قلوبهم من دون ان يحسبوا اي حساب لتقلبات الظروف وتغيرات الاجواء
2/ على العكس تماما من القسم الاول فهولاء لا يثقون بأحد أبدا ومن المستحيل ان توجد شخصية مزكاة واحدة في العالم فالكل عندهم سيء لا خير فيه
فالبقال عندهم غشاش والعطار كذاب والعالم دجال والقاضي مرتشي ولا احد عندهم يرتفع الى ابسط درجات الصدق كأنهم وضعوا على أعينهم نظارة سوداء فبدا لهم كل شيء اسود وكل جزء من حولهم يشع بالعتامة كما يقول الامام علي ( قد أعدوا لكل حق باطلا ولكل مستقيم مائلا)
3/ وهو الوسط بين القسمين السالفين الذين يعيشون حالة توازن في الثقة بالناس فلا ثقة مطلقة عندهم فيمن يصادقونه ولا إساءة ظن بمن يتعرفون عليه
والانسان في هذه الحياة يبدأ علاقاته بالناس عادة في القسم الاول فيحسن الظن بالناس من دون حدود فيواجه صدمات تزعزع هذه الثقة كان يعطي سره لبعض الافراد فيفشونه فيرى فيهم الخيانه المغطاة بالتظاهر بالصداقة ومن هنا يزيح النظارة البيضاء من على عينه ويستبدلها بسوداء وهذا هو الخطا بعينه!!!!!
لقد أخطأ هذا الانسان منذ البداية عندما وضع نظارة بيضاء فكان يرى الاسود ابيض والمفسد صالحا والاعوج مستقيما ولا شي الا الجانب الناصع من حياة البشرية
وأخطأ مرة اخرى عندما اخذ يرى كل الاشياء سوداء تنفخ بالشر والصحيح في العلاقة مع الناس ان لا ثنق بكل انسان كل الثقة وانما نخضع في كل من نصادقه لحدود الثقة ومقاييس الاخوة
ان نعرف الناس فيهم الصالح وفيهم الشرير وان من يكون طيبا اليوم قد يخبث في الغد وكذلك العكس ولا احدا يستمر ابد الدهر كيوم مولوده يقول الحديث الشريف :
احبب حبيبك هونا عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما )
إذن فلتكن ثقتك موجودة ولكن بحدود والا فإنك إذا وثقت بالناس بشكل مطلق فسوف تصطدم بواقع سيء فتسيء الظن بالناس بشكل مطلق ايضا
نعم هنالك قسم من الناس يسيئون الظن ولكنهم لا يرتبون على سوء ظنهم اثرا وهذا امر جيد فإذا رأيت صديقا لك في مكان غير مناسب او سمعت منه كلاما لم تكن تتوقعه فإن من حقك ان تسيء الظن في صديقك ولكن لا ترتب على ظنك موقفا مضادا له وحافظ عليه حتى تتيقن ما ظننت وحذار ان يكون سوء الظن سببا للقطيعة بينك وبينه
ان اختيار الصديق ينبغي ان يكون عن خبرة وتجربة فإذا كانت ثقتك في صديقك نابعة من خبرة وتجربة فمن السخف بمكان ان يكون سوء الظن النابع من موقف او كلمة سببا لزعزعة هذه الثقة وإذا تبين لك انه صديق جيد فان صداقتك معه مبنية على اساس متين فلا تسمع فيه اقاويل الرجال ولا تصغي فيه الى وشاية النفس (سوء الظن) ومع ذلك فحافظ معه على هذه المعادلة ( ان لا تعطي له كل ثقتك )