تحدث كثيرا بل تحدث فى أغلب الأسر والبيوت أن يكذب الأب أو الأم أو أحد الإخوة الكبار أمام الأطفال الصغار، ومن الشائع أن يعتقد الكثيرون أن الكذب أمام الطفل يؤدى إلى أن يكون الطفل كذابا فقط، ولكن هذا غير كاف، فالموضوع والنتائج أعمق بكثير من هذا.. ونتعرف هنا على رأى الأطباء النفسيين.
وفى هذا الموضوع الهام يتحدث الدكتور أمجد العجرودى استشارى الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للطب النفسى مشيرا إلى أن الكثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن الكذب أمام الطفل الصغير يؤدى فقط إلى إصابته بعدوى الكذب والقدرة على اختلاق القصص والأعذار والروايات.
ولكن يؤكد الدكتور أمجد أن الكذب أمام الطفل الصغير هو خطر كبير على صحته النفسية بالكامل ، فالطفل عندما يرى قدوته ومن يقتدى بهم فى حياته ويتعلم منهم معانى الحياة والمصدر الأولى والأساسى الذى يستقى منه المعلومات الحياتية والاجتماعية جميعا، وهو يكذب فتختلط لديه الحقائق ويصدم فى الشخصية القدوة التى لا يملك غيرها مما يشعره بشعور نفسى يسيطر عليه وهو الشعور بعدم الأمان تماما.
وهذا الشعور من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على حياة وشخصيه هذا الطفل الصغير فيخرجه إلى المجتمع شخصا كذابا، ولا يشعر بالثقة أو بالأمان فى أى إنسان ممن حوله، كما أنه قد يتطور الأمر معه ويصاب بأزمات نفسية متلاحقة ولا يدرى أن الكذب المستمر أمامه هو السبب