مفهوم المناظرة قديماً
جاء فى المعجم الوجيز ناظر فلانا : صار نظيرا له وباحثه وباراه فى المحاجة ,
ويقال دارى تناظر داره : تقابلها , وجمعهم يناظر الالف : يقاربه .
والمفهوم الثانى وهو باحثه وباراه فى المحاجه هو المقصود الشائع الان ,
لان المناظره من ابرز معانيه المحاج المحاور .
وهى فن قديم وجد منذ إن وجد الإنسان لان من سمات الانسان المفكر
ان يختلف مع الاخرين وقد يكون هذا الاختلاف مصدر للشر,واحيانا يكون
مصدر للخير اذن لابد من النقاش والتباحث , ليدلى كل واحد برايه ويثبته
بالحجج والبراهين وقد اذدهر فن المناظرة فى العصر العباسى بقسميه
الاول والثانى اذ احتدمت المناظرات بين المتكلمين والفقهاء ,
واصحاب الملل والنحل فى هذا العصر . وقيل فى وصف احد المناظرين
وهو ابو الهزيل العلاف المتوفى سنه 230 هـ " كان حسن الجدال
قوى الحجة , كثير الاستعمال للادلة والالزامات " .
ومن امثله مناظراته ما رواه الخطيب البغدادى عن يهودى جاء الى البصره
وتعرض لمكلميها يقول لهم الاتقرون بنبوة موسى عليه السلام , حتى اذا اعترفوا
بها قال : نحن على ما اتفقنا عليه الى ان نجتمع على ما تدعونه ,
وبهذا كان يستدرج الناس حتى يوهمهم ان اليهوديه على حق . . . .
فتقدم اليه ابو الهزيل العلاف وقال له : اسألك ام تسألنى ؟
فقال له اليهودى : بل اسألك . فقال ذاك اليه , فقال اليهودى اتعترف بأن موسى
نبى صادق ام تنكر ذلك فتخالف صاحبك ( أى النبى علية الصلاة والسلم ) فقال
له ابو الهزيل : ان كان موسى الذى تسئلنى عنه هو الذى ينبئ
بالنبىعليه السلام , وشهد بنبوته وصدقه فهو نبى صادق , وان كان غير
ما وصفت فذلك شيطان لا اعترف بنبوته , فرد على اليهودى ما لم يكن
فى حسبانه ولم يلبس ان سأل أبا الهزيل :
اتقول : ان التوراه حق ؟
فأجاب الهزيل : هذه المسأله تجرى مجرى الاول , ان كانت هذه التوراه
التى تسألنى عنها هى التى تتضمن البشارة بالنبى عليه الصلاة والسلام فتلك حق ,
وان لم تكن كذلك فليست بحق ولا اقربها فبهت اليهودى وافحم ولم يدر ما يقول .
وكتب التراث مليئة بهذه المناظرات واستمرت المناظرات تدور بين
المتخالفين فىالرأى سلاحها الكلام والاتيان بالادلة والبراهين حتى يقنع
احدهما الاخر او يقنع السامعين برايه , وبذلك ينتصر الرأى الصحيح .
وفى كل عصر نرى الاراء المتصارعه حول الكثير من القضايا فمثل
ا فى اوائل القرن العشرين كانت القضايا الساخنه التى تدور فى مجتمعنا هى :
عمل المراة وخروجها من البيت ام حبسها حتى تتزوج وتنجب . .
وقد انتصر الراى الاول ,
المفهوم الحديث للمناظرة
هو حوار متبادل بين جماعتين من المتحدثين يمثلان اتجاهين مختلفين
حول قضية واحده تهم المجتمع ويسعى الى حلها .
وفى مصر الحديثة اول من نادى بالراى والراى الاخر هو المرحوم
الرئيس انور السادات
وعبر عن ذلك بتعدد المنابر فى وقت كنا نعيش في ظل الحزب الواحد .
ولهذا كان من الضرورى ان تتبنى الوزارة نظام المناظرات فى
الانشطة المدرسية حتى يهيئ الاجيال لتقبل الراى الاخر ان كان صوابا
ويعلم الناشئة طريقة للتعامل مع الاخرين بوسيلة عصرية حديثة .
فتم عمل جماعات المناظرات ووجهت المناظرات تربويا حتى توائم
المجتمع المدرسى وتتناسب مع اعمار التلاميذ
وتقوم المناظرة المدرسية على اسس اهمها
1- ان يكون الموضوع ملائما للبيئة المدرسية ولمستوى التلاميذ الذى يجرى بينهم .
2- ان تكون هناك قيادة واعية بالقضية لتوجيه الفريقين باسلوب تربوى .
3- ان يكون لكل فريق اتجاه له ادلته الموضوعيه حتى يتحقق الهدف من المناظرة .
4- ليس من الضرورة ان يسلم الفريق للاخر وانما يرجئ الموضوع للاطلاع
على المزيد من المراجع والمستندات .
5- الا تقدم موضوعات اثبت العلم فسادها مثلا التدخين - تقليل المناهج -
اليوم المدرسى ) فهذه الموضوعات اثبت العلم ان الاخذ بها ينتج شعبا
متخلفا لا يستطيع اللحاق بالدول المتقدمه .
لذلك كانت هناك أهداف لجماعه المناظرة من أهمها
1 - تنمية مهارات الطلاب على التفكير والفهم , واستنباط الحقائق والالمام
المتكامل بالقضايا العامه .
2- اتاحة الفرصة للاطلاب للتعبير عن ارائهم واحترام اراء الاخرين فى
اطار تربوى موجه .
3- تشجيع الطلاب على القراء الحرة والاطلاع .
4- توعيه الطلاب بالقضايا العامة من خلال الحوار .
5- اذكاء روح المنافسة الشريفة بين الطلاب .
6- اثراء الثروة الفكرية واللغويه عن طريق استخدام اللغه .
7- تنمية مهارات اللغه التى لا تحظى بالاهتمام فى المناهج ومنها مهارة
التحدث فقلما تجد طالبا يجيد التحدث فى المناسبات المختلفه وكذلك مهارات
الاستماع واحترام اراء الاخرين والبعد عن التعصب والحده فى المناقشه .
8- اذكاء روح البحث بين الطلاب ودفعهم لتحصيل المعارف المختلفة .
9- تعويد الطلاب الثقة بالنفس والقدرة على الارتجال .
مسابقة المناظرات
يهدف هذا النشاط إلى تكوين شخصية الطلاب ورفع مستوى
وتنمية الجوانب الايجابية لديهم اجتماعيا وتربويا وذلك بتدريبهم
على القراءة والاطلاع وجمع المعلومات من مصادرها الاساسية
وتوظيفها فى ابداء الراى واحترام الراى الاخر .
شروط المناظرة المقدمة للتحكيم على مستوى الوزارة :
1- يقوم الطالب باختيار واعداد موضوع المناظرة تحت اشراف اخصائى
او مشرف الصحافة على ان يشمل التحاور جميع عناصر موضوع
المناظرة مع تدريب الطلاب على سلامة اللغة .
2- ان يتلائم موضوع المناظرة مع المرحلة السنية للطالب.
3- الا تزيد مده المناظرة عن عشرون دقيقة .
4- يراعى الا يزيد فريق المناظرة عن عشر طلاب ومقدم المناظرة
5- ان يعتمد الطلاب على الحوار الحر مع عدم الحفظ وعدم القراءة من ورقه .
6- الالتزام بالمنطق والموضوعيه اثناء عرض الراى .
7- مراعاه عدم التكرار عند عرض عناصر موضوع المناظرة .
ملاحظة
يتم التناظر فى احد الموضوعات الواردة بتوجيهات الوزارة ( توجيه عام الوزارة )
وفى حاله اختيار موضوع اخر بييئ محلى يعرض الموضوع وعناصره
على لجنه التحكيم لاجازته قبل عرضه
منقوله من مدونة الأستاذ الفاضل / حسن محمد توفيق